كثيرا ما يراسلني البعض في الصفحة لذات المشكلة وذات العذر، مشكلة الباب الموصد. قال لي أحدهم: أهلي لا يسمحون لي بالتعلم أو الذهاب للمدرسة. وآخر قال لي: أهلي لا يسمحون لي بالخروج من البيت. وآخرين يقولون لا أستطيع القراءة أو لا أحبها. وجل ما يريدون أن يحققوه تغيير العالم وخدمته. فكرة أو وضعية الباب الموصد، وهي فكرة أنه طالما باب منزلنا مغلق فأبواب العلم مقفلة وأبواب الإبداع مؤصدة. هذا خطأ كبيرة فبعض الأقفال ما هي إلا أفكار تبنيناها بأنفسنا وجعلنا منها واقع اجبرنا أنفسنا على عيشه. متى ما تبنيت فكرة الباب المغلق فقد أحكمت على مواهبك بالإعدام، فلننظر على أن الباب خلوة وطريقة لبلوغ الهدف للخروج بأرواحنا وخيالنا عبر ذات الباب الموصد، فلنصنع من فكرنا جسدا شفاف يمر عبر الحائط إلى رواق لا يشبه أروقة حيينا، وإلى مساحات لا تشبه ساحات بلادنا، إلى حدائق نحن نزرع أشجارها وأزهارها. الإنترنت فتح تلك الأبواب وجعلها أبواب مواربة، بل ومفتوحة على مصراعيها، يمكن أن تصل لكل هدف وتفتح كل السراديب وتعبر أفكار الآخرين وتتعلم كل ما لا تعرفه، والكتب أفضل وسيلة للسفر عبر عقول الآخرين، فيها كل ألوان المعرفة والعلم، لا تنظر للباب مغلقاً وتتبنى فكرة السجن الداخلي بل تحرر فالسجن هو ذلك الشعور بأنك بلا جناحين وليس مجرد قضبان يقع خلفها متهم قد يكون بريئاً، أعرف ذوي احتياجات خاصة لم تفلح حالتهم في اقعادهم وابعادهم عن الإبداع، وأعرف أناش بلا اطراف تغلبوا على نواقصهم البدنية ومروا عبر الباب الموصد، يمكنك أن تصبح رساما وتنشر أعمالك في الانترنت وتصل للعالمية دون أن يمر جسدك من عتبة الباب، يمكنك أن تكون ملما بالعلوم وأنت في بيتك، يمكنك أن تكون فردا في مبادرة ما من خلف شاشة الحاسوب أو كاتبا داخل سجن. أنت من يقرر التحول إلى طيف أو مجرد جسد تلبسته فكرة العجز لأنها أسهل من المحاولة.