Felixia-Yeap

تقول فلكسيا ياب عارضة الأزياء والعارضة السابقة الوحيدة في بلاي بوي من إندونيسيا: -أحببت الحجاب منذ البداية، نعم أنا أحد المحجبات غير المسلمات لما وجدته في الحجاب من معاني جميلة جعلتني أتمنى ارتداءه بعد أن أهدتني إياه صديقتي. للأسف نلاحظ أن الفهم الضيق للحجاب حال دون استمتاع أغلب النساء به وتفضيل خلعه، بل وقد بدأ البعض منهم محاربته والدعوة لتركه لأنهم يظنون بأنه تقييد وسلب للحرية إلخ من الأفكار التي باتت لا تخفى على أحد. كل من يعتنقن الإسلام حول العالم يبدأن بارتداء الحجاب كأول إشارة للتحول إلى الإسلام بعد نطق الشهادتين مباشرة وللتعريف بهويتهن، ولا تكاد ديانة تخلو في أصلها وعمقها من الحجاب أو ما تدنيه النساء عليهن من جلابيبهن، ناهيك عن التائبات من المغنيات أو الممثلات. ولكن المتنصلين من دينهم من المسيحية وغيرها من الديانات السابقة تجدهم لا يرتدون الحجاب، حتى أن العذراء في عرف المسيحية تبدو في رسوماتهم محتشمة وتضع الحجاب على رأسها ولن تجد لها صورة واحدة مرسومة – بغض النظر عن صحة الرسومات وخطأها في ديننا – بلا حجاب.

المشكلة ليست في الحجاب، إنما في فهمه، وفي ضعف أسلوب من يدعوا له وضعف حجته، فهو يقول “الحجاب فرض” ونقطة على السطر، وهذا ينطبق أيضًا على أمور كثيرة في الدين فرضها الله لأسباب وأهداف سامية. الله عز وجل يقول: ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى. إذًا كل ما دعانا الله لصنعه هو خير للأمة وللبشر، وكل ما نهانا الله عنه ففيه شر للأمة وللبشر، لكن بعض أشباه الدعاة يقومون بإيصال الفكرة السلبية والصيغة الخاطئة لمن ينصحه أيًا كانت النصيحة، وبعضهم إن سألته لماذا نصلي سيعجز عن الإجابة بشكل يحبب ويرغب المستمع فيه إلى هذه العبادة وغيرها من العبادات والفروض لضيق فهمه للدين والأخذ ببعض الأمور على أنها مسلمات لا يجب التفكر فيها والتدبر في فائدتها.

تقول فلكسيا: لم يكن أحد يبالي بي وبما أكتبه في مدونتي من أسئلة، الكل كان مشغولًا بنسخ الآية المترجمة ولصقها للتباهي بمعلوماته عن الإسلام هؤلاء جنود لوحات المفاتيح والأسوأ من ذلك أنهم كانوا يستحقرونني لأنني غير مسلمة، بل أفضل ما يصنعونه أنهم يطلبون مني أن أمسح كل صوري القديمة – الخاصة بمجلة بلاي بوي – قبل أن أرتدي الحجاب. وتقول أن البعض يخوفها من الموت ومغبة التأخر في الدخول إلى الإسلام، لكنها كانت تقول أنها لا تريد أن تسلم لأنها تخاف الموت، بل لأنها مقتنعة بهذا الدين.

فلكسيا تعتبر من الفتيات اللاتي جربن الطريقين، طريق لبسن فيه كل ما يشتهين من ثياب كاشفة وفاضحة وعادية ودون حجاب وكانت كما يحب أن يسميها فئة من المجتمع (حرة)، وجربت طريق الستر والحجاب وتقول أنها لم تشعر بالسعادة كما تشعر وهي ترتدي الحجاب وهذا حتى قبل سنة من دخولها الإسلام، وهي الآن محجبة وحرة من القيود الوهمية التي يخوف بها أعداء الإسلام من يودون الدخول فيه. أغلب تلك القيود خلقها البعض لعدم فهمهم للدين، والبعض لعدم أهليته لهداية غير المسلمين كالذين قاموا بالطلب من فلكسيا أن تمحو كل صورها الشبه عارية من الإنترنت وهو أحد الطلبات التعجيزية التي قد تدخل اليأس في قلوب غير المسلمين من هذا الدين الذي به من الرحمة والمغفرة ما يسع الخلق جميعًا، ولكن المشكلة في المضيقين والمقنطين من رحمة الله.

ويذكر أن فلكسيا تحولت إلى الإسلام بتاريخ 3 من شهر يوليو لسنة 2014، وذكرت أنها مرت على ديانات عدة درستها وحاول ممارستها ولكنها لم تجد فيها أنها قريبة من الله. وقالت: “لا ديانة منها لامست قلبي، حاولت البحث عن معنى في عبادة كوان يان، وبوذا ولكن لم أجد، وكنت أذهب للكنيسة كل أحد وحاولت فهم المسيحية. اليوم هو تاريخ جديد فهو كالميلاد جديد، والأجمل أن يوم ميلادي يقع في الخامس من رمضان، ويصادف أحب الأيام إلى الرسول وهو يوم الخميس.”

إن في الدين ليسر عظيم فيما أحل وحرم، ومقدار ما حرم لا يقارن بمقدار ما أحل لا عددًا ولا فائدة، فالله عز وجل قال: يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمْ الطَّيِّبَاتُ. وقال تعالى: وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ. والرسول صلى الله عليه وسلم أوصانا بالتيسير على الخلق في الدين والتبشير لا التنفير. فلكسيا مثال من الأمثلة التي حاول البعض أن يعسر عليها في الدين وكأن الدين ملكٌ لهم هم يسنون قوانينه، فما كان منها إلا أن نأت عنهم وبدأت بحثها عن الصراط المستقيم، حتى هداها الله بقلب سليم، بل وتغلبت على شبح الشهرة الذي يكون سببًا في ضلال الخلق بسبب ما يجده فيه من إغراءات، وتعلقت بالحجاب وتزينت به بل وتباهت به قبل حتى أن تسلم.

أختم بكلام من لسانها حين سئلت عن شعورها حين أسلمت فقالت:”إنه ميلاد جديد، وما جعلني أسلم أنني شعرت بأنني أكبر قيمة من أن استعرض بجسدي للناس، أنا أكبر قيمة من ذلك.

عطش لزخاتكم

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s