أنت، نعم أنت، هل هنالك أحد سواك يقرأ هذا النص؟ هل تعلم لماذا نتحدث هنا؟ بكل بساطة لأنك تملك قدرات خارقة ولكنها معطلة، نعم هي معطلة بنقدك لذاتك وعدم المامك بقدراتك، وقلة محاولاتك. اليوم حاول أن تقف أمام رغباتك وأضغط نفسك وكرس لها وقتك، وأطلب ممن تحبهم وتثق بهم بها ليحثوك على بلوغها ويدعموك لتحقيقها، ولا تجعل فكرة “أريد إنهائها” تتلبسك، بل اجعل فكرة “أريد تطويرها” هي محركك، وستبلغ مرادك وتكتشف ذاتك وتفجر قدراتك الواحدة تلو الأخرى، تذكر لسنا نتحدث هنا عن خروج نار من يدك أو شعاع من عينك، نحن نتحدث عن أشياء كنت تظن أنك لا تستطيع صنعها لأنها ببساطة تحتاج لسحر أو قوة خارقة.
في سنة 2009 كنت أعتبر نفسي لا شيء ولا أحد، مجرد هاوٍ للكتابة وفاشل في الدراسة، لا يملك ما يملكه طالب الصف المتفوق. حتى جاء ذلك اليوم الذي طلب مني أحد الزملاء الانضمام لمشروع يقوم هو به في مسابقة عالمية تدعى كأس التخيل التابع لمايكرسوفت، لا أخفيكم سرًا كنت أرغب بالدعوة ولا أرغب، تناقض داخلي كبير بين الإيمان والكفر بقدراتي، وبعد اجتماعنا الأول وبعد أن اتضحت فكرة المشروع شككت في قدراتي فقلت لهم أنا موافقتي مبدئية للانضمام، وبعد أن جلست بيني وبين نفسي قلت لها: هل ستقبلين بأن انسحب؟ رفضت الانسحاب وبدأت من الصفر، اكتشفت الكثير في شخصيتي عبر تلك التجربة، وحققت ما لم أحققه طوال فترة حياتي، كانت تلك نقطة تحول كبرى.
تذكر إن لم تفرض على نفسك ما تريده أنت وتحاول بلوغ أقصاها فستبقى على حالك. يتم عمل اختبار قدرات لكل شيء، من السيارة التي تقتنيها إلى الهاتف المحمول الذي تحمله في يدك، فلماذا لا تقم بعمل اختبار قدرات لنفسك تفهم عن طريقها ما أنتَ قادر عليه، انظر في عيني ولا تضحك، فهذا عادة ما نفعله حين يطلب منا شخص ذلك بسبب الخجل والخوف، ما الذي ينقصك؟ لديك عقل ويدين وعيون وساقين، إذًا أنتَ شخص لا يفصله عن الإبداع إلا من تنظر إليه خلال المرآة.
كل ميسر لما خلق له، أنتَ تستطيع والكل يستطيع ولكن عليك الخروج من دائرة الأمان إلى دائرة المخاطرة لتحقق شيئًا، عباس بن فرناس كان يعي جيدًا خطورة ما يقوم به على حياته، ونيكولا تسلا كان يعبث بالتيارات الكهربائية وهو يعرف ما قد تصنعه الكهرباء به. لو لا الخروج من دائرة الأمان وتخلي أبو بكر الثاني عن عرشه بعد عام من تنصيبه حاكمًا على إمبراطورية مالي لما جاب البحر وأكتشف أمريكا حتى قبل أن يكتشفها كولومبوس، وما بارح ابن بطوط داره أبدًا، لذا عليك أن تخرج عن دائرتك التي تشعرك بالاستقرار والأمان لدائرة جديدة قد تصنع فيها شيئًا لم يصنعه أحد من قبل، ولا أقصد أن تلقي بنفسك من جسر لتكتشف قدرتك ع التحليق، ولكن أصنع ما قد لا يعرض حياتك أو الآخرين للخطر.
عودة لإكمال الفقرة الثانية، في عام 2009 فزنا بالمركز الأول على مستوى دول الخليج ونافسنا في نهائي العالم، في عام 2010 فزنا بالمركز الثالث بنفس المسابقة، في عام 2011 طبعت أول رواية لي، في عام 2012 بدأت التصوير وفي طريقي لاحترافه، في عام 2013 قبلت فكرة روايتي لمسابقة أكبر ورشة روائية – ولكنني انسحبت لظروف العمل -، في 2014 أفضل ما صنعته هو أنكَ تقرأني الآن، من يدري ماذا أستطيع أن أصنع في 2015، ولكن السؤال الأهم، ما هي قدراتك الخارقة التي تملكها والتي ستجعلك تصنع شيئًا لنفسك في 2015؟ هل لا زلت تبحث عن إجابة هنا، الإجابة تملكها أنت، تملكها داخلك، فقط تنتظر الوقت الذي تؤمن فيه بنفسك.
.. وربما ما ستنجزه سيكون تغير حياة “شخص” أنجز مالم يتوقع انجازه 🙂 بسبب قرائته لهذا النص فقط 🙂 …
شكرًا لكِ كثيرًا أتمنى ذلك دائمًا وأبدًا.