في اختبار قامت به بوستن دايناميك روبوتيك في مختبراتها حول الروبوت أطلس الجديد، أختبر المهندسون قدرات الروبوت ومدى مثابرته، الطريف في الأمر أن ردود الفعل كانت طريفة، فقد عمد البعض إلى سب وشتم المهندسين على طريقة تعاملهم مع الرجل الآلي، حين قاموا بدفعه، وإسقاط الصندوق من يده عدة مرات، ومن ثم دفعه حتى سقط على وجهه، البعض شعر بإستياء، رغم إدراكه إلى أن أطلس لا يتجاوز كونه رجلًا آلية.
هذا المشهد وردود الأفعال هذه طبيعية لأن البشر غالبًا يجسدون الأشياء في صورة إنسان بشكل، يطغى على حسنا المنطقي، فالبديهي أن الجاثم أمامنا هنا رجل آلي عبارة عن قطعة من الحديد، وأسلاك ومحركات ومجسات، لا شيء بشري فيه، فهذا الآلي لن يشعر ولن يعبأ بما يصنع به
فهو فقط ينفذ ما يطلب منه، شعورنا بالحزن والاستفزاز تجاه التصرف يوضح مدى تعاطفنا، مع ما نجسده ككائن حي أيًا كان ذلك الشيء، حتى لو كان مجرد خوارزمية تستطيع التحدث معك، وهذا يظهر مدى ما تحمله النفس البشرية من مشاعر التعاطف وحاجتنا للعطف وحاجتنا لمنحه للآخر، الآخر الإنسان أو الآخر الذي نعتقد بأنه من الممكن أن لديه مشاعر
ما يزعجك هنا غالبًا أنك تشعر بأن الرجل الآلي مغلوب على أمره، ويجعلك تستعيد مشهدًا لعامل مسكين يهينه ويعتدي عليه سيده ويتعمد في جعل مهمة نقل حمولة ما صعبة جدًا، لذا لا تقلق إن شعرت بضيق وأنت تشاهد هذا الفيديو فهذا يدل على أنك إنسان، ولا تقلق على الرجل الآلي، ففي نهاية المطاف خرج وقد ترك المختبر كما ترى وهو يقول لهم : تبًا لكم.
ويبقى السؤال في الوقت الراهن، هل سيكون هنالك حقوق للآلين، ماذا لو قال الآلي “آخ إني أتألم، كيف ستكون ردة فعلنا وكيف سنتعامل معه، وسؤال مبالغ فيه، هل سيقول أحدهم يوما ما: متى استعبدتم الآلين وقد صنعتموهم أحرارًا!