locked24

شركة أبل غيرت العالم بشكل لا يمكن لمحب أو كاره للشركة أن ينكره، الثقة التي زرعتها طوال سنواتها في إنتاج هواتف وأجهزة قوية الصناعة، سهلة الإستخدام، وفوق هذا كله آمنة على المعلومات التي بداخلها، ولكن هذه السمعة مهددة بشدة بسبب مطالبة مكتب التحقيقات الفدرالي من شركة أبل أن تقوم بتعديل برمجتها لخلق ثغرة في هاتف واحد كان بحوزة أحد المجرمين.

المتهم سيد رضوان فاروق و الذي شارك في إطلاق النار الذي تسبب في قتل حوالي 14 شخصًا في سان برناردينو برفقة زوجته كما يعتقد، والذان لقيا حتفهما في الحادثة. عثرت السلطات على هاتف سيد رضوان وهو من نوع آيفون 5 إس، ويبدو أن الهاتف قد يحمل الكثير من المعلومات لفهم دوافع الجريمة وحيثياتها، لكن للأسف الهاتف لا يعرف كلمة السر الخاصة به سوى مالكه والذي لقي حتفه. وهذا ما أوقع  مكتب التحقيقات الفيدرالي في مشكلة، حيث أنها تملك فقط عشرة محاولات لتقوم بتخمين كلمة السر، وفي حال فشلت فإن البيانات التي في الهاتف كلها ستمسح ولن يكون من الممكن فتحها مجددًا (وذلك بسبب نظام الحماية الخاصة بهواتف أبل). وهو ما حذى بالمكتب لأن يحاول إرغام شركة أبل على عمل برمجة تتيح له إمكانية القيام بعملية تحمين آلية لكلمة السر، ويتيح له التخلص من وقت الإنتظار بين التخمينات، حيث أنه بعد عدة تخمينات خاطئة يطلب منك الجهاز أن تنتظر لعدة دقائق قبل أن تعيد تخمين كلمة السر مجددًا. ولكن الشركة رفضت ذلك حيث أن هذه البرمجة ستخلق ثغرة ليس فقط في جهاز السيد رضوان بل وفي كل أجهزتها المحمولة.


استمرت هذه المعركة فترة طويلة حتى قررت المحكمة أن علي شركة أبل أن تتعاون مع المكتب، ولكن لا زالت الشركة رافضة لهذا القرار تحت ذريعة صعوبة العملية وتكلفتها كما ومخاطرها، بينما كل ما في الأمر من وجهة نظري أن الشركة تهتم لسمعتها ولا تريد أن تخسر ثقة المستخدم بهذا الشكل. بل وردت الشركة على المكتب بأن اللجوء لها ليس منطقيًا وأنه حري به طلب ذلك من وكالة الأمن القومي حتى يتسنى لهم اختراق هاتف واحد عوضًا عن عمل ثغرة في جميع الهواتف.


هنا أبل ومن وجهة نظري الشخصية تضرب عصفورين بحجر، حيث أنها بالمقام الأول لا تريد أن تخسر ثقة المستخدم وتحارب من أجله كما يبدو لنا، ورغبتها في عدم تخصيص فريق بحسب ما صرحت به يتكون من 6- 10 مهندسين ملتزمين فقط مع هذه المهمة؛ ما سيكلفهم وقتًا ومالًا وموارد بشرية.
هذه المعركة بين أبل والذي يمثل الخصوصية، والمكتب والذي يدعي اهتمامه فقط في فتح جهاز سيد رضوان والذي يريد ايجاد ثغرة تهدد خصوصيات مستخدمي هذه الهواتف، معركة مهمة ، فإن فوز المكتب  يعني ضمانه أن كل وارد وشارد سيكون تحت المنظار أو سهل الوصول، وأن ع بقية الشركات المنتجة للهواتف أن تحذوا حذوها مجبرة بأمر من المحكمة في المستقبل إن كانت تحاول إنتاج هواتف شديدة التشفير وصعبة الاختراق، ولن تكون هنالك خصوصية ولا أمن معلومات للمستخدم مهما انتقل بين الأنظمة والأجهزة، عدى عن خطورة أكبر وهي تسريب هذه البرمجة مما يتيح للعالم اختراق أي هاتف دون أي مشاكل تذكر، ولهذا هي مهمة جدًا بالنسبة لأبل، المكتب، والمستخدم كذلك.

رأيان حول “لماذا هذه المعركة مهمة

عطش لزخاتكم

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s