tumblr_mov3m7LmEM1sott30o1_1280

لماذا تكتفي بأن تكون شخصًا اعتياديًا، ما الذي يعجبك بأن تكون شخصًا كان هنا ولم يسمع عنه أحد؟

ذات مرة سمعت صديقًا لي يقول لأحدهم “لماذا تولدُ شخصًا عاديًا ثم تكبر شخصًا عاديًا وفي النهاية تموت شخصًا عاديًا، لماذا لا تولدُ شخصًا عاديًا، ثم تكبر وتموت شخصًا مميزًا”

نحن لا نفسح المجال للناجح ليشق طريقه، بل نحاربه بعيوبنا. ويعيبنا أمران، الأول هو الغيرة التي تحرك الحسد، والثاني وهو الكسل الذي يحرك الغيرة، وكأنهما دولاب يدور دون توقف، لكنه يحاول أن يوقف كل ما حوله ليظهر وكأنه الشيء الوحيد الذي يمضي قدمًا.

نحن نحلم كل يومٍ أحلام صغيرة، كأن نصل مبكرين للعمل، كأن يمضي اليوم على خير، كأن نبقى مع من نحب، كأن نثرثر برومانسية، وكل تلك الأحلام لا يجعلها حقيقة إلا إيماننا بأن حجمها يناسب قدراتنا وحياتنا، ولكن ما أن نخطو نحو حلم أكبر حتى نقول “كلا لا أستطيع” أو “هذا مستحيل”

متى نركل كل تلك الأحلام الاعتيادية نحو المرمى فتلك أهداف سهلة، ونستبدلها بأحلام أكبر حتى من أن تتحقق قبل عدة سنوات، لماذا أحلامنا قصيرة المدى، لمّ لا نحلم بأكبر قصر، وأطول نهر، بأعلى برج وأوسع مكتب، أِحلم بأن تكون مديرًا، رئيسًا، مالكًا لشركة، صاحب مشروع، شريك لمحل تجاري. لماذا تحصر نفسك بالزوجة أو الزوج ووظيفة روتينية وحياة رتيبة مملة. السبب بسيط، هو الحلم العربي الذي توارثناه قرون عديدة، متى نتحرر من هذا الحلم العربي: “ أدرس لتنجح، أنجح لتعمل، اعمل لتتزوج، تزوج لتنجب، ربي ليكبر الأبناء، ثم جهز القبر الذي دفنت فيه أحلامك، وألقي بجسدك فيه.” ولا تنسى نصيب أبناءك من ذات الحلم، مرره وكأنه الإرث الأزلي للعائلة ولا تتخلى عنه. متى ما فتحنا أنفسنا وتجاوزنا الاعتيادية سنحقق كل ما لم يستطع من سبقنا الوصول إليه.

وبينما أنت تسابق أحلامك، لا تحسد الآخرين، بل اتخذهم مثالًا تحتذي به، وشجعهم لينجحوا ليشجعوك فيما بعد لتنجح إن كانوا هم السابقون، والانعكاس يشبه الأصل بالتأكيد فيما مضى قوله هنا.

تحدثت مع أختي وقلت لها أن عليها أن تبتسم حين تنظر للمرآة وتقول لانعكاسها “نستطيع أن نحقق كل ما نريده” فقالت لي: أمجنونٌ يحادث نفسه؟ فقلت لها: تحدثي مع نفسك وكأنكما اثنان وليس واحد، فالنفس تحب الرفيق، كوني رفيق نفسك فيحفز ذلك عقلك الذي يحفز قدراتك، هيَّ حلقة دائرية فيها أنتِ وأنتِ.

هنالك مثل أجنبي يقول “زيف صنعه، حتى تصنعه” و يصيغه آخرون ب”زيف صنعه، حتى يصبح واقعًا”، قد تنظر لصعوبة الأمر حتى يقبل عقلك بواقع استحالته، ولكن حين تقنع نفسك بأنك قادر عليه مرارًا وتكرارًا، وتحمل ذات النظرة، والنبرة الواثقة زيفًا، ستصبح تلك النظرة حقيقية وحقيقة تعمل بها.

لا ترتدي ذات الرداء الذي لا زال الناس يرتدونه، ذلك الحلم الممل “خلقت لتتزوج وتتكاثر وتموت” فأنت لم تخلق لذلك، بل خلقت لمحاولة تغيير العالم، كلا بل خلقت لتغير العالم، فأنت قادرٌ على ذلك. أليس كذلك؟

عطش لزخاتكم

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s