وسم تويتر أو ما يسمى الهاشتاق من أهم مميزات تويتر، حيث تخولك للوصول إلى التغريدات المعنية بتلك القضية دون الحاجة للبحث عنها كمحتوى كتابي، فالوسم نستطيع أن نقول أنه فهرسة لكل التغريدات الخاصة بما هو مكتوب بعد علامة المربع.
ولتسهيل عملية الوصول إلى وسم التغريدات الأكثر استخدامًا، خرجت تويتر بفكرة الوسم الأكثر شيوعًا (ترند)، ويتم قياس الوسم الأكثر شيوعًا بشكل تلقائي عبر عملية خوارزميات، هذه الخوارزميات تعتمد على كلمات البحث، من تقوم بمتابعته، الأوسام التي تستخدمها، لتظهر لك المواضيع التي قد تبدو أكثر أهمية لك. وهي تختص بإظهار الأكثر شيوعًا الآن، عوضًا عن تلك التي كانت أكثر شعبية في فترة ماضية, يمكنك تغيير نتائج الترند لديك بتغيير موقعك الجغرافي.
كون الأكثر شيوعًا أو الترند يعتمد على خوارزمية مكتوبة مسبقًا، لا يعني أن إدارة تويتر لا تستطيع تغيير ترند أو إزالة ترند بشكلة يدوي من الموقع، بل تملك إدارة تويتر ذلك، ويمكنها بسهولة إزالة أي وسم من الترند، إما عبر قوة المال، وإما بقوة السلطة. فقد كتبت صحيفة إنفو وآر في مقالة أن حملة هيلاري كلينتون سبق أن قامت بدفع المال لتويتر لإزالة وسم يسيء لحملتها من الترند، والاستعاضة عنه بوسم جديد خاص بالحملة. لا تقف المسألة عند فكرة الأكثر شيوعًا وحسب، بل حتى على مستوى البحث، حيث قامت شركة سامسونغ بشراء جميع كلمات البحث الخاصة بهاتف آيفون 5 مع تاريخ إطلاقه مباشرة، حيث تظهر لك أغلب كلمات البحث تغريدات سامسونغ وحسب.
كتب أحد المدونيين بشكل موسع عن ما إذا كانت تويتر تقوم بحجب المواضيع الأكثر شيوعا أم لا قبل خمس سنوات، وأوضح في مقالته أن خوارزمية تويتر معقدة وتعتمد على الكثير من الخواص، وختم بأن تويتر لا يقوم بحجب أو بإزالة أي وسم من الترند بشكل يدوي أو “تحت الطلب”. ومن المعروف أن تويتر لم تفصح بشكل مفصل بعد عن الخوارزمية حتى لا يتمكن البعض من التحايل عليها لإيصال وسم بشكل مباشر إلى الأكثر شعبية. لذا قد تكون تلك الشكاوي أو المقالات التي كتبت ظنية بعيدة عن الواقع لعدم وجود صورة واضحة لخوارزمية تويتر.
في الختام لن تقر تويتر بأنها تزيل أي وسم من الأكثر شيوعًا إن كانت حقًا تفعل ذلك، فهي لا تندرج تحت بنود وسياسة الاستخدام والخصوصية، ولكن الكثير من “الهاشتاقات” أزيلت بطريقة غامضة من “الترند” كما يدعي المغردون، لكنها تصرح بخاصية الدفع مقابل أن تحصل على الترند. وإن كان هنالك حقًا إزالة (وأنا لا أنفي بهذا أنها لا تستطيع) فهذا التغيير المبهم في سياسة تويتر، سيخلق شكلًا جديدًا لوسائل التواصل الإجتماعي وسيفرض قيودًا غير واضحة الملامح على حرية التعبير عن الرأي في سياسة مواقع التواصل الإجتماعي.
المصادر
l
أحمد الطيب 